قسم القلب و الاوعية الدموية

قسم القلب و الاوعية الدموية

علاج أمراض القلب والأوعية الدموية
تعتبر إيران إحدى البلدان الرائدة في علاج ألانواع المختلفة من أمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم و إيران مشهورة للغاية في طب القلب والأوعية الدموية في العالم. لذلك، يأتي الكثير من المرضى إلى إيران سنويًا من جميع أنحاء العالم ، وخاصةً في منطقة الخليج و وسط آسيا، لتشخيص وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، لأن معدل نجاح علاج أمراض القلب والأوعية الدموية في المراكز الطبية للقلب والأوعية الدموية في إيران يعد أمرًا استثنائيًا. أيضا المعدات والخدمات والدواء لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية تتوفر بسهولة في ايران.

فسيولوجية المرض
إعاقة وصول الدم إلى القلب يسبب نقصا في تروية الخلايا القلبية و يسبب موت الخلايا نتيجة نقص الاكسجين. عندما تموت الخلايا القلبية من نقص الأكسجين، تسمى هذه الحالة بالجلطة القلبية (تُعرف بالذبحة الصدرية). تؤدي الجلطة القلبية إلى تضرر عضلة القلب و موتها ولاحقا تكون ندبة في مكان الجلطة لا تستطيع الخلايا النمو فيها مجدداً. تحدث الجلطة القلبية غالباً نتيجة انسداد مفاجئ لشريان التاجي عند تمزق الصفيحة العصيدية، والتي تسبب تنشيط جهاز التجلط الدموي، فينسد تجويف الشريان بالصفيحة الدهنية التي تفاعلت مع عناصر التجلط النشطة ليصل إلى مرحلة الانسداد الكامل المفاجئ. تمثل نسبة تضيق تجويف شريان القلب قبل الانسداد المفاجئ حوالي 20% من قطر التجويف، وذلك طبقا لدراسة كلينيكية انتهت في أواخر التسعينات من القرن الماضي باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لأوعية الدم Intravascular ultrasound خلال 6 أشهر قبل حدوث النوبة القلبية. وُجد أن انسداد تجويف الشريان بنسبة تزيد عن 75%، والتي تم رصدها باستخدام جهاز فحص الجهد القلبي Cardiac stress test، مسئول عن حالات النوبات القلبية بنسبة 14% فقط، بقية النسبة نتيجة تمزق الصفيحة الدهنية أو حدوث تقلص في الشريان في منطقة التصاق الصفيحة. الأسباب التي تؤدي إلى تمزق الصفيحة الدهنية تبقى غير مفهومة تماماً. أيضا يتسبب في حدوث الجلطة القلبية، ولكن بنسبة اقل، تقلص جدار الشريان، وهي حالة تصاحب الصفيحات الدهنية وأمراض الشرايين التاجية. يرتبط حدوث أمراض الشرايين التاجية مع التدخين، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، والنقص المزمن في فيتامين سي. يعتبر وجود تاريخ عائلي بالإصابة بأمراض الشرايين التاجية مؤشر قوي لاحتمال الإصابة بالمرض. يتضمن المسح عن أمراض الشرايين التاجية معرفة مستوى الهيموسستين homocysteine، مستوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL، مستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL ومستوى الدهون الثلاثية Triglyceride.

الخناق
الخناق وهو الألم الذي يشعر به المريض عندما يقل وصول الأكسجين إلى القلب، ألم ضاغط أو حاد يشعر به في منطقة الصدر وقد يمتد ليصل إلى الذراع الأيسر والفك. خناق الصدر المستقر إذا حدث أثناء مزاولة النشاطات اليومية، أو عند الاستيقاظ أو عند أي وقت آخر يستطيع المريض التنبؤ به والذي يحدث مع حالات ضيق الشريان التاجي المتقدمة. يتم معالجة أعراض الخنّاق عن طريق إعطاء مستحضرات النترات مثل النتروجليسرين nitroglycerin والذي يوجد في صورتين قصير المفعول short-acting وطويل المفعول long-acting، ويمكن إعطاؤه تحت الجلد، تحت اللسان أو عن طريق الفم. تم تطوير العديد من العلاجات ألاكثر فعالية خصوصا لعلاج الصفيحات الدهنية التي تصاحب الألم. يسمى الخنّاق إذا تغيرت شدته، صفته أو عدد مرّات حدوثه بخناق الصدر غير المستقر. قد يسبق خناق الصدر غير المستقر حدوث الذبحة الصدرية ويحتاج عندها عناية طبية عاجلة. يتم علاجه في العادة بالمورفين morphine، الأكسجين، النتروجليسرين عن طريق الوريد والأسبرين aspirin. قد يتم اللجؤ إلى عملية توسيع الشريان التاجي أو قسطرة القلب Angioplasty في بعض الأحيان.

أمراض القلب التاجية عند النساء
خلال السنتين الماضية أصبح المجتمع أكثر انتباهاً لكون أمراض القلب مشكلة كبيرة عند النساء كما هي عند الرجال. أدرك العديد من الناس الآن أن بعض أمراض القلب وخاصة أمراض القلب التاجية عند النساء لا تظهر بذات الأعراض التي تظهر على الرجال؛ ولهذا فإن تشخيص هذه الأمراض عند النساء غالبا ما يفقد أو يتأخر. هذه بعض الحقائق:
  • أمراض القلب هي السبب الرئيسي لموت النساء الأمريكيات، بحيث تشكل 32% من إجمالي الوفيات في السنة. ما يقارب من 366,000 امرأة تموت في أمريكا سنويا نتيجة للأمراض القلبية.
  • 8 ملايين امرأة أمريكية يعشن مصابات بأمراض قلبية، 6 ملايين منهن لهن تاريخ عائلي لأمراض القلب.
  • أقل من نصف النساء فقط هن اللاتي تعرفن أن أمراض القلب هو القاتل الأول للنساء الأمريكيات، معظم النساء يعتقدن أن المسبب الرئيسي لوفاة النساء هو مرض السرطان.
  • في الولايات المتحدة الأمريكية، يزيد عدد ما تحصده أمراض القلب الوعائية من حياة النساء كل سنة عما تحصده مسببات الوفاة التالية، ويبلغ تقريبا ضعف ما تحصده جميع أنواع السرطانات.
  • واحدة من ثلاثة من النساء سيمتن من أمراض القلب الوعائية بينما ستموت من سرطان الثدي واحدة من بين خمس وعشرين سيدة.
  • منذ عام 1984 م، أصبح عدد النساء اللاتي يمتن بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية كل سنة يفوق عدد الرجال.
  • لم توجد أي أدلة سابقة على الإصابة بأمراض القلب التاجية لدى 63 % من النساء اللاتي توفين بهذا المرض فجأة.
  • التدخين هو عامل الإصابة الأهم والأكثر قابلية للمنع من عوامل الإصابة بأمراض القلب الوعائية لدى النساء الأصغر سنا من 45 سنة.
  • 40 -50 % من النساء الأكبر سنا من 45 عاما يعانين من ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في المستوى الكلي للكولسترول في الدم، وكلا الأمرين مسجلان كعوامل إصابة بأمراض القلب الوعائية.
إذا أخذنا بالاعتبار جميع الوفيات الناتجة عن أي من أمراض القلب الوعائية سنرى أن 461,000 امرأة تموت كل سنة في الولايات المتحدة مقابل 410,000 رجل. كما أن انتشار جميع أمراض القلب الوعائية في الولايات المتحدة أعلى بين النساء منه بين الرجال، ويزيد هذا الانتشار مع زيادة العمر.

فيسيولوجية مرضية خاصة
تحدث أمراض القلب التاجية عندما تصاب الطبقة العضلية المرنة في الشرايين التاجية _ الشرايين التي تغذي القلب _ بتصلب الشرايين. مع تصلب الشرايين تقسو بطانة الشرايين وتتيبس وتنتفخ بكل أنواع "الـترسبات"، شاملة ترسبات الكالسيوم، وتراكمات الدهون وخلايا التهابية غير سوية ليكونوا معًا صفيحة. هذه الصفائح تشبه بثرة كبيرة تبرز إلى قناة الشريان مسببة انسداد جزئي يعيق تدفق الدم. يختلف عدد هذه الصفائح عند المصابين بأمراض القلب التاجية فبعضهم يملك فقط صفيحة واحدة أو اثنتين والبعض الآخر قد يعاني من دزينة من الصفائح موزعة في الشرايين التاجية. متلازمة X القلبية مصطلح طبي يصف الانزعاج والخناق والألم الصدري لدى بعض الأشخاص بالرغم من أن رسم الأوعية التاجية لهم لا يظهر أي علامات لوجود أي انسداد في الشرايين التاجية الكبيرة. ما يزال مسبب متلازمة X القلبية الدقيق مجهولا لكن من المستبعد أن يكون وراءها سبب واحد فقط. اليوم، أصبحنا نعرف أن العامل الرئيسي المسبب للمتلازمة هو الاختلال الوظيفي في الأوعية الدموية بالغة الصغر والتي تعني هنا الشريانات والشعيرات الدموية المغذية للقلب.أظهرت الدراسات أيضا أن الإدراك الحسي للألم لدى المصابين بمتزامنة X القلبية _ وغالبا من النساء _ معزز، مما يعني أنهم يشعرون بآلام الصدر بشكل أكثر شدة وكثافة مما يشعر به غيرهم.

الأسبرين
يمكن للأسبرين بجرعات أقل من 75–81 mg/d أن يقلل من حدوث الأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية. حيث تُوصي اللجنة الأمريكية للخدمات الوقائية (U.S. Preventive Services Task Force) الأطباء بضرورة مناقشة استخدام الأسبرين كعلاج كيميائي وقائي للأشخاص البالغين الذي لديهم خطر الإصابة بمرض أوعية القلب التاجية (coronary heart disease). حيث حددت اللجنة الأفراد الذين لديهم ازدياد خطر الإصابة لأمراض القلب مع اعتبار الأسبرين كعلاج لهم كالتالي: الرجال فوق سن الأربعين-النساء في سن اليأس أو بعد انقطاع الدورة الشهرية (postmenopausal)-والأشخاص الأصغر سنا الذين يمتلكون عوامل خطر أخرى لمرض أوعية القلب التاجية مثل ارتفاع ضغط الدم (hypertension)-مرض السكري(diabetes) و التدخين. وفي ما يتعلق بالنساء الذين يتمتعون بصحة جيدة، فإن أحدث دراسة لصحة المرأة وجدت أنه لاتوجد فائدة مهمّة ولها قيمة في استخدام الأسبرين لتخفيض الإصابة بحوادث القلب، ومع ذلك فإن للأسبرين فائدة مهمّة في تخفيض الإصابة بالسكتة (stroke).كما أظهرت دراسة تحليلية أخرى أن جميع الفوائد للأسبرين تُعزى للنساء فوق الخمسة والستين سنة. وبالرغم من عدم وجود فائدة قيّمة للأسبرين للنساء الأقل من 65 سنة ،فإن الجمعية الأمريكية للقلب (American Heart Association) تطالب الأخذ بعين الاعتبار الأسبرين للنساء ذو الصحة الجيدة اللاتي لم يتجاوز عمرهن الخمسة والستين سنة.وذلك بسبب الفائدة في استخدام الأسبرين في الوقاية من السكتة نتيجة فقر الدم الموضعي (ischemic stroke) ترجح على النتائج الضارة من استخدامه كعلاج.

الأحماض الدهنية-أوميجا 3 
الاستفادة من زيت السمك على محل الخلاف بسبب نتائج كلا من الدراستين المتعارضين وهما: النتيجة السلبية في عدم الفائدة من زيت السمك والتي أجريت من قِبل تعاون كوكران العالمي (international Cochrane Collaboration). والنتيجة الأخرى الإيجابية لفائدة زيت السمك جزئيا والتي أُجريت من قِبل الوكالة لجودة وأبحاث العناية الصحيّة (Agency for Healthcare Research and Quality). توجد الأحماض الدهنية-أوميجا3 في بعض مصادر النباتات الذي تشمل زيت بذرة الكتان (flax seed oil) زيت بذرة القنب (hemp seed oil) والجوز (walnuts). وقد تكون مصادر النباتية أكثر أمانا؛ حيث أن منتجات السمك أظهرت احتوائها على المعادن الثقيلة وبعض الملوثات المذّوّبة بالدهن (fat soluble pollutants).

الوقاية الثانوية
هي الوقاية من مضاعفات أخرى لمرض موجود أصلا. وبالنسبة لأمراض القلب التاجيّة فإنها تعني التحكّم في عوامل الخطر أثناء إعادة التأهيل للقلب (cardiac rehabilitation)؛ حيث يتم البدء بأربعة مراحل في المستشفى بعد الإصابة بالجلطة القلبية(Myocardial infarction). كإجراء عملية جراحية للأوعية الدموية (angioplasty) أو القلب، كذلك فإن التمارين الرياضية مع الحمية الغذائية تعتبران العامل الأساسي في إعادة تأهيل القلب، وكذلك التوقف عن التدخين والتحكم في ضبط مستوى الكلسترول وضغط الدم.بالإضافة إلى استخدام محصرات بيتا Beta blockers.